بين الشاعر المتنبي واخت سيف الدولة..حب يولد صمتا وينتهي رثاءً

* لاشك ان قصيدة المتنبي بوفاة اخت سيف الدولة ليست رسالة تعزية للأمير بل هي رسالة قلبٍ شاجر وحبٍّ خفي تنوء به الجوانح... فمن ابياتها :
طوى الجزيرةَ حتى جاءني خبرٌ
فزعتُ فيهِ بأمالي الى الكذبِ

حتى اذا لم يدع لي صدقُهُ أملاً
شرقتُ بالدمعِ حتى كادَ يشرقُ بي

تعَثّرَتْ بهِ في الأفْوَاهِ ألْسُنُهَا
والبُرْدُ في الطُّرْقِ وَالأقلامُ في الكتبِ

غدَرْتَ يا مَوْتُ كم أفنَيتَ من عدَدٍ
بمَنْ أصَبْتَ وكم أسكَتَّ من لجَبِ

وكم صَحِبْتَ أخَاهَا في مُنَازَلَةٍ
وكم سألتَ فلَمْ يَبخَلْ وَلم تَخِبِ

ارى العراقَ طويل الليل مذ نُعيت
فكيفَ ليلُ فتى الفتيانِ في حلبِ

يظنَّ ان فؤادي غير ملتهبِ
وان دمعَ جفوني غيرُ منسكبِ

بلى و حرمةِ مَنْ كانتْ مراعيةً
لحرمةِ المجدِ والقصادِ والادبِ

ومن مَضَتْ غيرَ مَوْرُوثٍ خَلائِقُها
وإنْ مَضَتْ يدُها موْرُوثَةَ النّشبِ

وهمُّهَا في العُلَى وَالمَجْدِ نَاشِئَةً
وهَمُّ أتْرابِها في اللّهْوِ وَاللّعِبِ

فلَيْتَ طالِعَةَ الشّمْسَينِ غَائِبَةٌ
ولَيتَ غائِبَةَ الشّمْسَينِ لم تَغِبِ

ولَيْتَ عَينَ التي آبَ النّهارُ بهَا
فِداء عَينِ التي زَالَتْ وَلم تَؤبِ

فمَا تَقَلّدَ بالياقُوتِ مُشْبِهُهَا
ولا تَقَلّدَ بالهِنْدِيّةِ القُضُبِ

ولا ذكَرْتُ جَميلاً مِنْ صَنائِعِهَا
إلاّ بَكَيْتُ وَلا وُدٌّ بلا سَبَبِ

قد كانَ كلّ حِجابٍ دونَ رُؤيَتها
فمَا قَنِعتِ لها يا أرْضُ بالحُجُبِ

ولا رَأيْتِ عُيُونَ الإنْسِ تُدْرِكُها
فهَلْ حَسَدْتِ عَلَيها أعينَ الشُّهبِ

وهَلْ سَمِعتِ سَلاماً لي ألمّ بهَا
فقَدْ أطَلْتُ وَما سَلّمتُ من كَثَبِ

وكَيْفَ يَبْلُغُ مَوْتَانَا التي دُفِنَتْ
وقد يُقَصِّرُ عَنْ أحيائِنَا الغَيَبِ

يا أحسنَ الصبرِ زرْ أولى القلوبِ بها
وقلْ لصاحبهِ يا انفعَ السّحبَ

وأكرمَ الناسِ لا مستثنياً احداً
من الكرامِ سوى آبائكِ النُّجبِ
-----------------------------
اللجب : الاصوات العالية
النجب : الكريم الاصل
النشب : الملك الاصيل او المال
القصاد : مكان القاصد او الطريق المستقيم

عن الكاتب "فلان"

وصف موجز عن الكاتب هنا، كما يمكنكم متابعتي عبر المواقع الإجتماعية أدناه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Translate

إبدء الكتابة للبحث ثم أنقر enter