مختارات من ديوان الحماسة للشاعر العباسي ابي تمام الطائي
ديوان الحماسة هو بالاصل مختارات شعرية جميلة جمعها وصنفها الشاعر الكبير ابو تمام الطائي الذي عاش أواخر العصر العباسي الاول (231 - 188) هجرية..
وطبعت كديوان شعري يشتمل على انفس الابيات الشعرية بشكل مقطوعات قصيرة من ثلاث الى عشر ابيات تحمل جمال الوصف والق الحكم..
وقد سمي هذا الديوان بالحماسة نسبة : الى اول ابوابه واغزرها واهمها وهو باب الحماسة ويليه ابواب عديدة هي : المراثي والهجاء والنسيب والاضياف وباب في الصفات والمديح..
واقتصر ابو تمام في اختياره على شعراء من العصر الجاهلي ، وصدر الاسلام ، والعصر الاموي وبعض الشعراء من العصر العباسي..
وقد شُرِح ديوان الحماسة من عديد الكتاب ، منهم احمد المرزوقي وشرح الباهر لابي علي الفضل الطبرسي ، وشرح الخطيب التبريزي..
ولابي تمام مؤلفات آخرى غير ديوانه الشعري وديوان الحماسة منها : فحول الشعراء/نقائض جرير والفرزدق/ومختار اشعار القبائل..
* ديوان الحماسة/من شعر قطري بن الفجاءة :
أَقولُ لَها وَقَد طارَت شَعاعـاً
مِنَ الأَبطالِ وَيحَكَ لَن تُراعي
فَإِنَّكِ لَـو سَأَلـتِ بَقـاءَ يَـومٍ
عَلى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي
فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً
فَما نَيـلُ الخُلـودِ بِمُستَطـاعِ
وَلا ثَوبُ البَقاءِ بِثَـوبِ عِـزٍّ
فَيُطوى عَن أَخي الخَنعِ اليُراعُ
سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُـلِّ حَـيٍّ
فَداعِيَهُ لِأَهـلِ الأَرضِ داعـي
وَمَن لا يُعتَبَط يَسـأَم وَيَهـرَم
وَتُسلِمهُ المَنونُ إِلـى اِنقِطـاعِ
وَما لِلمَرءِ خَيـرٌ فـي حَيـاةٍ
إِذا ما عُدَّ مِن سَقَـطِ المَتـاعِ
* ديوان الحماسة/من شعر الطرماح بن حكيم :
قد زادني حباً لنفسي أنَّني
بغيضُ إلى كلِّ امرِئٍ غيرِ طائلِ
وأني شقيٌ باللئام ولا ترى
شقيَّاً بِهِم إلاّ كريمَ الشَّمائلِ
إذا ما رآني قطَّعَ الطَّرفَ دونَهُ
ودوني فعلُ العارفِ المتجاهـلِ
ملأتْ عليه الأرضُ حتى كأَنَّها
من الضيقِ في عيْنَيهِ كِفةُ حابلِ
* ديوان الحماسة /من شعر قريظ بن انيف :
لو كنتُ من مازنَ لم تَسْتَبِحْ إبلي
بنو اللقيطة من ذهلِ بن شيبانا
إذاً لقامَ بنصري معشرٌ خُشُنٌ
عندَ الحفيظةِ إن ذو لوثةٍ لانا
قومٌ آذا الشرُّ ابدى ناجذيهِ لهم
طاروا اليهِ زرافاتٍ ووحدانا
لايسألون أخاهَم حينَ يندُبُهم
في النائبات على ما قالَ برهانا
لكن قومي وإن كانوا ذوي عددٍ
ليسوا من الشرِّ في شيءٍ وإن هانا
يجزونَ من ظلمِ أهلِ الظلم مغفرةً
ومن أساءةِ أهل السوءِ إحسانا
كأن ربَّك لم يخلُق لخشيته
سواهُم من جميعِ الناسِ انسانا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق