الى كل ام طيبة رحلت الى بارئها..قراءة للقطعة الشعرية (دل للول) للشاعر عباس خلف عباس
القطعة التي بين ايدينا -ادناه- تصور بشكل جميل يملك القلب معنى الامومة باسلوب الشعر الحر (شعر التفعيلة) ، ولو اننا تعودنا ان نلمس ذلك الجمال بشكل اوضح في الشعر العمودي وفي الشعر الشعبي العراقي الذي يحمل بعمق شجون الارض والناس..
اود ان اذكر هنا شذرات من قراءة سريعة يتداخل فيها الاحساس بوجد الشاعر في قطعته ، وصورها ، وايقاعها..
فالقطعة -اعلاه- صورة مشرقة من عواطف حارة يحملها وهج الكلمات :
1* جعل الشاعر ظل الام الكريم هو من يعطي الايام وصفا وكينونة ..
- فقد وصف الشاعر الامس حين كانت الام بسمةً عند الفجر وشجنا عذبَ الكلمات عند الليل :
(ضحكة ذهبت مع الايام)..
و(دموع تذرف اللول)
حيث كانت الام عهدا من (نجمة فضية) و(طيرٍ بجناح امين) يسع الدنيا ودموعٍ من (حب وحنين)..
- ووصف اليوم حين رحلت الى بارئها ورحل معها بلسما شافيا للكلوم والاحزان حين سكن القلب وبرد ذلك الحضن الدافئ :
(ثواني ملئى بالجراح)..
تجددت كلما انقضت في دورة الايام…
فيغيب طعم الامس في ثوان غدٍ فقد ضحكة فجره وشجون قمره..
2* انار الشاعر وصف الام بابلغ الكلمات
الحسية وبوهج من جوى يستعر في الوجدان ولايخبو بمطر الايام من حجر او سيول :
أ- نجمة فضية تلهو مع النسمات…
حذف الشاعر الحال (طيرا) بعد الفعل تلهو ، الذي يدل عليه طيف الطفل في المقطع التالي
(وطيفُ طفلٍ
يشرب الاحلام من زغب الجناح)
ب- صورة مطابقة رائعة عن الام في الصباح وفي الليل :
(تضحك للصباح) اذ ترانا نحيا بظلها ، لكنها تبكي في الليل (دموع تذرف اللول) حين نشرع في النوم ..
(دللول الولد يبتي دللول) تلك المقولة التي تجمع في كلماتها حزن الجنوب العريق وجحود الدنيا..
ج- صورة جميلة عن الالق الذي يحمله وجه الام بتلك الهالة السمراء..
(وجدُ تلك الهالة السمراء..يعصف ذكرياتي
- كلما طفأت المساءات البعيدة..
- كلما قطر ُ الحنين نازعتهُ الامنيات
في هذا المقطع تكون كلمة (نازعته) اصح لغويا من (تنازعته) لان (كلما) من ادوات الشرط التي يكون فيها فعل الشرط وجوابه ماضيا ، فيمكن ان يكون المقطع -مثلا- بالصورة التالية :
ووجْدُ تلك الهالة السمراء
سوّرَ ذاكرتي..
كلما طفَتْ المساءات
البعيدة..
كلما قطْرُ الحنين
نازعتْهُ الامنيات..
3* صورة مشرقة وبالغة في الاسى العميق عن (طُهْر روح الام وعن رحيلها في الذاكرة) وظّفها الشاعر في عبارتين :
رحيل (دون اكتراث) /وجه توضأ بالرياح :
لن اوفي روحك الطهر
التي -دون اكتراث-
غادرت نحو السماء
سامحو كل ذاكرتي
سوى وجهٍ توضأْ بالرياح
أ- فكلمة دون اكتراث في الرحيل هنا تحمل دلالة ايثار الام الجميل بروحها الطيبة ، ذلك ان ما يعنيها من امر الدنيا هو ان يطمئن قلبها -فحسب- لراحة وسلامة الابناء ، فليس الموت ماتخشاه لذاته وظلمته..
ب- اما الصورة التي رسمها الشاعر بالكلمات :
(سامحو كل ذاكرتي ، سوى وجهٍ توضأ بالرياح)
فهي موجعة اي وجع وبليغة في الوصف بسعة الفضاء الذي يحمل روح الام وبصفو الرياح التي ستغسل وجهها الطاهر التي ارادها الشاعر معادلا مكافئا للتوضأ بماء الارض التي غادرتها دون اكتراث بالبقاء وبالحياة..
4- بنى الشاعر ايقاع القطعة بين تفعيلتي المتقارب (فعولن) والمتدارك (فاعلن) ليبدو كخبب الخيل ودق النواقيس..
حيث ترد فعولن وفاعلن بجوازاتهما الاساسية:
واهمها : (فعِلن ، فعْلن ، فاعلان) :
فعِلن مخبونة من فاعلن ، فاعلان بالتذييل من فاعلن ، فعْلن بالخرم من فعولن وبالقطع من فاعلن..
وكما مبين في المقطع التالي على سبيل المثال :
ام مي /سأمْحو : فعلن /فعولن
كلْ لذا /كرتي : فاعلن /فعلن
سوى وجْ : فعولن
هن توضأْ/ بر رياح : فاعلان /فاعلان
اخيرا ، فان تناوب القافية لمقاطع القطعة الشعرية بين الالف والحاء تارة وبين الالف والتاء تارة أخرى قد اضاف لمسة جمال الى جهد الشاعر في التركيب الفني للنص..
** رحم الله امهاتنا الطيبات وام الشاعر عباس واسكنهن الله فسيح جناته..
1* جعل الشاعر ظل الام الكريم هو من يعطي الايام وصفا وكينونة ..
- فقد وصف الشاعر الامس حين كانت الام بسمةً عند الفجر وشجنا عذبَ الكلمات عند الليل :
(ضحكة ذهبت مع الايام)..
و(دموع تذرف اللول)
حيث كانت الام عهدا من (نجمة فضية) و(طيرٍ بجناح امين) يسع الدنيا ودموعٍ من (حب وحنين)..
- ووصف اليوم حين رحلت الى بارئها ورحل معها بلسما شافيا للكلوم والاحزان حين سكن القلب وبرد ذلك الحضن الدافئ :
(ثواني ملئى بالجراح)..
تجددت كلما انقضت في دورة الايام…
فيغيب طعم الامس في ثوان غدٍ فقد ضحكة فجره وشجون قمره..
2* انار الشاعر وصف الام بابلغ الكلمات
الحسية وبوهج من جوى يستعر في الوجدان ولايخبو بمطر الايام من حجر او سيول :
أ- نجمة فضية تلهو مع النسمات…
حذف الشاعر الحال (طيرا) بعد الفعل تلهو ، الذي يدل عليه طيف الطفل في المقطع التالي
(وطيفُ طفلٍ
يشرب الاحلام من زغب الجناح)
ب- صورة مطابقة رائعة عن الام في الصباح وفي الليل :
(تضحك للصباح) اذ ترانا نحيا بظلها ، لكنها تبكي في الليل (دموع تذرف اللول) حين نشرع في النوم ..
(دللول الولد يبتي دللول) تلك المقولة التي تجمع في كلماتها حزن الجنوب العريق وجحود الدنيا..
ج- صورة جميلة عن الالق الذي يحمله وجه الام بتلك الهالة السمراء..
(وجدُ تلك الهالة السمراء..يعصف ذكرياتي
- كلما طفأت المساءات البعيدة..
- كلما قطر ُ الحنين نازعتهُ الامنيات
في هذا المقطع تكون كلمة (نازعته) اصح لغويا من (تنازعته) لان (كلما) من ادوات الشرط التي يكون فيها فعل الشرط وجوابه ماضيا ، فيمكن ان يكون المقطع -مثلا- بالصورة التالية :
ووجْدُ تلك الهالة السمراء
سوّرَ ذاكرتي..
كلما طفَتْ المساءات
البعيدة..
كلما قطْرُ الحنين
نازعتْهُ الامنيات..
3* صورة مشرقة وبالغة في الاسى العميق عن (طُهْر روح الام وعن رحيلها في الذاكرة) وظّفها الشاعر في عبارتين :
رحيل (دون اكتراث) /وجه توضأ بالرياح :
لن اوفي روحك الطهر
التي -دون اكتراث-
غادرت نحو السماء
سامحو كل ذاكرتي
سوى وجهٍ توضأْ بالرياح
أ- فكلمة دون اكتراث في الرحيل هنا تحمل دلالة ايثار الام الجميل بروحها الطيبة ، ذلك ان ما يعنيها من امر الدنيا هو ان يطمئن قلبها -فحسب- لراحة وسلامة الابناء ، فليس الموت ماتخشاه لذاته وظلمته..
ب- اما الصورة التي رسمها الشاعر بالكلمات :
(سامحو كل ذاكرتي ، سوى وجهٍ توضأ بالرياح)
فهي موجعة اي وجع وبليغة في الوصف بسعة الفضاء الذي يحمل روح الام وبصفو الرياح التي ستغسل وجهها الطاهر التي ارادها الشاعر معادلا مكافئا للتوضأ بماء الارض التي غادرتها دون اكتراث بالبقاء وبالحياة..
4- بنى الشاعر ايقاع القطعة بين تفعيلتي المتقارب (فعولن) والمتدارك (فاعلن) ليبدو كخبب الخيل ودق النواقيس..
حيث ترد فعولن وفاعلن بجوازاتهما الاساسية:
واهمها : (فعِلن ، فعْلن ، فاعلان) :
فعِلن مخبونة من فاعلن ، فاعلان بالتذييل من فاعلن ، فعْلن بالخرم من فعولن وبالقطع من فاعلن..
وكما مبين في المقطع التالي على سبيل المثال :
ام مي /سأمْحو : فعلن /فعولن
كلْ لذا /كرتي : فاعلن /فعلن
سوى وجْ : فعولن
هن توضأْ/ بر رياح : فاعلان /فاعلان
اخيرا ، فان تناوب القافية لمقاطع القطعة الشعرية بين الالف والحاء تارة وبين الالف والتاء تارة أخرى قد اضاف لمسة جمال الى جهد الشاعر في التركيب الفني للنص..
** رحم الله امهاتنا الطيبات وام الشاعر عباس واسكنهن الله فسيح جناته..
-------------------------------------------------------
***(دل للول)***
قطعة شعرية/للشاعر عباس خلف عباس
( لا تُشْبهُ الأمس الثواني..
فهي ملئى بالجراحْ
وضحكةٌ ذهبت
مع الأيامِ
تذروها الرياحْ
ونجمةٌ قطبيةٌ
تلهو مع النسماتِ..
تضحكُ للصباحْ ..
ودموعٌ تذرِفُ اللّولَ
مع الدالِ الذليلةِ بالحنانْ ..
( دِللّل اللّول يالولدْ يبني )
وطيفُ طفلٍ ..
يشربُ الأحلامَ من زَغَبِ الجناحْ ..
ووجدُ تلكَ الهالةِ السمراءِ
يعصفُ ذكرياتي ..
كلما طفتُ المساءاتِ
البعيدةَ ..
كلما قَطْرُ الحنينِ ..
تنازعتهُ الأمنيات ..
لن أوَفي روحَكِ الطُهْرُ
التي ...
دون اكتراثٍ
غادرت نحوَ السماءِ..
تـَجمعُ النجماتِ
تنثرها حنينا..
بينُ أحلامِ الطفولةِ والصباح ....
أمي ...
سأمحو كل ذاكرتي
سوى وجهٍ ..
توَضَأَ بالرياح...)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق