قبسات من شعر الغربة للشاعر العراقي فوزي كريم ونبذة عن سيرته الادبية
فوزي كريم شاعر وناقد و رسام عراقي من اعمدة جيل السبعينيات ، ويعدّ مع الشاعر السوري محمد الماغوط وادونيس من رواد قصيدة النثر في الوطن العربي..
- ولد الشاعر فوزي كريم في بغداد عام 1945 تخرج في كلية الآداب - جامعة بغداد - قسم اللغة العربية 1967
- ترك مهنة التدريس بعد بضعة اشهر ، ليتفرغ لنشاطه الأدبي والفني وكتاباته في الصحافة العربية ..
- عاش في بيروت خمس سنوات بين سنتي (1972 - 1967) ، ثم عاد إلى بغداد.
- ترك بغداد ثانية عام 1979 مهاجرا إلى لندن ، واصدر هناك مجلة خاصة بالشعر بعنوان (اللحظة الشعرية) ، ومازال مستقرا فيها ، نرجو ان يكون بخير وعافية فهو من الاعلام التي حفظت وجه العراق الحضاري قبل غزوة احزاب الفساد والضياع والتخلف ونأمل ان تصلنا آخر اعماله وكتاباته النقدية..
- من ابرز اعماله او دواوينه الشعرية :
حيث تبدأ الأشياء 1968- أرفع يدي احتجاجا 1972 - جنون من حجر 1977 - عثرات الطائر 1983 - لا نرث الأرض 1988 - مكائد آدم 1991 - قارات الأوبئة 1995 - قصائد مختارة 1996 - قصائد من جزيرة مهجورة 1998
- ومن مؤلفاته :
من الغربة حتى وعي الغربة - إدمون صبري : دراسة ومختارات - مدينة النحاس - ثياب الامبراطور - دراسة في السياق الشعري السائد..
من قصيدة : (الُقدَّاس الجنائزي)
1-وقد أثقلتني الفتن
فكم شاهدٍ في ثيابي
وكم قاتلٍ لا أسميه
كم أتبدد..
وإذ أتردد محترساً
من رداءة طبعي
ومن تركات الوطن
يداي تهمّان
فيما أرى البحث عن ألفه
يتطلب جهدا ومعنى
فتنكفئان .
. ************
تفردت في كل أسئلتي
حول معنى الوطن
فلم أر في زرقة الأسئله
سوى قطعة الثلج بيضاء .
آلفت -عند مراياه- وجها شبيها بوجهي
فما يثقان
تعاطيت حرفة كل الخمور
وكل الطيور .
وحين سمعت نداء يداهمني..
طويت رصيفا
يدي في جيوبي ،
وفي الشجر الطير ،
والموت واحد..
2- صديقي دع الموج يطفيء ذاك الظمأ .
ودع كل شمس تعرفتها في ظلام المخاوف
توقد ثانية ما انطفأ .
ودع نجمة -سقطت عند موتك عمياء-
قائمة في الصدأ.
تعيد إلي وطن ، لم يعد غير أشلاء
هذا السؤال :
لماذا يذكِّرني نهر دجلة بالموت
والفجر بالإعتقال ؟
ودَعْ أصدقاءك من غادروك
إلى النفي أو سقطوا في المكائد
يحيطون موتك بالإحتفال .
************************************
من قصيدة أخر الغجر :
"ليس يجرؤ ذئب على سحنة الليل فينا
ولا الشمس تدخل آبارنا غير أنا
بذات التواتر لم نُبْطِل النسل...
ايها المتحاشون منا اقترابا
خففوا وطأة الحذر
قد ترون مرابعنا طللا وهياكل
لسنا ضحايا وباء مضى
ووقود حروب جرت
بل مرايا لكم ...
*******************
من قصيدة (المحطة/سأعود يوما)
تحت وقع المطر
- ورائحة الخشب الرطب-
ما كان متسع للمسافر
بين لفافة تبغ واخرى
- سوى ان يعيد النظر -
في احتمالين ..
أن ينحني لرياح القدر-
ويعيد للبيت الحقيبه
او في احتمال السفر."
**********
سأعود غدا او بعد غد
وأعيد السمك من الحوض الراكد
لمياه التيار
وغنائي من منفاي الى الخمارة
يا خمار :
عَرْيني من وطاة ذاكرتي
عُري الفتيان من وطأة موتاهم
ما أطول درب العودة يا بغداد
ما أعمق رائحة الجلاد ما بين غضونك
ما أطولها سنوات المنفى من دونك
أطمعني ربع القرن
أن اختلق بديلا عنك
فهلّ رماد من رأسي .
********************
من مجموعته/ قارات الاوبئة :
بغداد عويل في نفق الأبدية
بغداد لواءٌ تتوارثه الجثث المنسية
بغداد كتابٌ يقرأه شبحٌ في ليل العزلة
بغداد مرايا لقناع القاتل
المنفى يسرد الضياع والعثرات :
النادل تنهكه العادةُ كالجرذ المبلولْ
وأنا أتردد بين الحلمِ وبين الحالمِ كالبندولْ
------------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق