وادي الغضا والشاعر مالك بن الريب
وادي الغضى :
* من يتصور ان (وادي الغضى) الواقع في بادية السماوة العراقية كما في الرابط ادناه ، هو ذلك المكان الذي عاش فيه الشاعر (مالك بن الريب التميمي) وذكره في اجمل مرثية للنفس في الشعر العربي عندما كان ينازع الموت في ديار الغربة بين رفيقي سفره الى خراسان..
لاشك انه الحنين الى البيئة والمكان -مهما كان- حيث يشهد ذكريات الصبا والفتوة ووصال الاهل والاحباب ، وحين يدور كشريط فيلم في الذاكرة لحظة الوداع الابدية..
نلحظ خيال الشاعر في امنيته ، ذلك ان يكون وادي الغضى من السعة بحيث لايقطعه الركب المسافر او ان يكون هذا الوادي يماشي الركب ويدور معهم حيثما داروا حتى اذا فارق الحياة فانه لايفارقها الا وهو على ارضه وبين اهله...
ويمكن لمن يبحث عن جماليات المكان في النص الشعري ان يجد في وادي الغضى لمالك بن الريب، ولدجلة الجواهري، وبويب السياب نماذج اولية جميلة لبحث الموضوع..
* يقول صاحب المقال (واثق الواثق) في
الرابط ادناه :
(ان بادية المثنى تشتهر باحتضانها لمختلف النباتات التي تستخدم لاغراض طبية كالصبر والحمض والشيح والسعدان وغيرها ..إضافة إلى نبات الغضى المشهور والمعروف برائحته الطيبة التي تشبه رائحة المسك واستخدمه كحطب لما يمتلكه من مقاومة ومطاولة في النار
..ومن خلال نبات الغضى جاءت تسمية احد الأودية بوادي الغضى المعروف..
وفي وادي الغضى نشأ الشاعر مالك بن الريب التميمي وهو شاعر فاتك وقاطع طريق وشهد الوادي والمناطق المجاورة له معركة ذي قار الشهيرة بين العرب والفرس )
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=422525&r=0
* ومن ابيات هذه المرثية الجميلة :
ألا ليتَ شِعري هل أبيتنَّ ليلةً
بجنْبِ الغضَى أُزجي الِقلاصَ النواجيا
فليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرْضَه
وليت الغضى ماشى الرِّكاب لياليا
لقد كانَ في وادي الغضى لو دنا الغضى
مزارٌ ولكنَّ الغضى ليسّ دانيا
تَذَكّرْتُ من يَبْكي عليّ ، فلمْ أَجِدْ
سِوَى السَيْفِ والرّمحِ الرُّدَينيِّ باكيا
وأَشْقَرَ خِنْذِيذٍ يَجُرّ عِنانَهُ
إلى الماء، لم يتْرُكْ لَهُ الدهْرُ ساقيا
ولكنْ بِأَطْرَافِ السُّمَيْنَة نِسْوَةٌ
عَزيزٌ عَلَيْهِنّ العشيّةَ ما بيا
صرِيعٌ على أيْدِي الرّجَالِ بِقَفْرَةٍ
يُسَوُّوْنَ قَبْري، حَيْثُ حُمَّ قضائيا
ولَمّا تَرَاءَتْ عِنْدَ مَرْوٍ مَنيّتي
وحَلَّ بِهَا جِسْمي، وَحَانَتْ وَفَاتِيا
أَقولُ لأصْحابي ارْفعوني فانّني
يَطيبُ لعيْني أنْ سهَيلٌ بَدَا لِيا
فيا صاحبَي رحلي دنا المَوْتُ، فَانزلا
برابِيَةٍ.. ، إنّي مُقِيمٌ لَياليِا
أَقيما عليّ اليَوْمَ ، أو بَعْضَ ليلةٍ
ولا تُعْجِلاني قد تبيّنَ ما بِيا
وقُوما ، إذا ما استُلّ روحي ، فهيِّئا
ليَ السدرَ والأكفانَ، ثُمّ ابكيانيا
وخُطّا بأطْرَافِ الأسِنّةِ مضجعي
ورُدّا على عَيْنَيَّ فضلَ ردائيا
ولا تحشُداني ، باركَ اللَّهُ فيكما
من الأرْضِ ذَاتِ العَرضِ أن توسِعا ليا
خُذَاني ، فجُرّاني بِبُرديْ إليكما
فقد كُنْتُ ، قبل اليوم ، صَعباً قِياديا
فقد كنتُ عطَّافاً، إذا الخيلُ أدْبَرَتْ
سريعاً لدى الهَيْجا، إلى مَن دعانِيا
وقد كُنْتُ محموداً لدى الزّاد والقِرَى
وعنْ شَتْمِ ابن العَمّ وَالجارِ وانِيا
وقد كُنْتُ صَبّاراً على القِرْن في الوَغى
ثَقِيلاً على الأعداء، عَضْباً لسانيا
فطَوْراً تراني في ظِلالٍ وَنعمةٍ
وطَوْراً تَراني ، والعِتَاقُ ركابيا
وطورا تراني في رحىٍ مستديرةٍ
تَهيلُ عليّ الرّيحُ منها السَّوافيا
----------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق