قصيدة ( ابا السّجّاد عذرا) للشاعر المرحوم مناف خالد محمد السامرائي

هذه قصيدة ( ابا السّجّاد عذرا ) التي نظمها الشاعر والصديق العزيز (مناف خالد محمد السامرائي) رحمه الله الباري في آخر ايامه..
اوردها بعد ضبطها بالحركات ومراجعتها عروضيا كما سياتي في الملاحظات اللغوية ادناه..
     
     (أبا السّجّاد عُذراً /مناف خالد محمد النعيمي)
أبا السَّجَّادِ سَقْمي لايَزُوْلُ
وحُبُّكَ لاتُبَدِّلُهُ الفُصُوْلُ

مَلَكْتَ عنانَ قافيَتي بياناً
ولمْ أوفيْكَ حقَّكَ اذْ أقُولُ

وهذا أنْتَ قدْ نِلْتَ الثُّريا
وأوْسَعَنِي ضِيَاؤكَ والصَّهيْلُ

وهَاهُمْ قاتلوْكَ وقدْ تَلاشَوا
فلا أَثَرٌ عليْهِمْ أَوْ دليْلُ

فقَدْ ذهبَتْ رياحَهُمُ ووَلَّتْ
ومَا تَرَكُوا لأُخْرَاهُمْ كَفيْلُ

فهلْ أَرْثيْكَ أمْ أَرْثِي لِحَالي
وقدْ حَلَّ الزَّمَانُ المُسْتَحِيْلُ

أَبَا السّجَّادِ كُلٌّ شَدَّ رَحْلَهْ
ولا يَدْريْ أِلَى أَيْنَ الرَّحيْلُ

أبَا السّجَّادِ لا نُوْفِيْكَ حَقَّكْ
اذا ما صَاحبَ الدَّمْعَ العَوِيْلُ

أبَا السّجَّادِ لانُبْكِيْكَ عَطْفَاً
ولكنْ يَوْمَكَ المَثَلُ المَثِيْلُ

مخَرْنا والعُبَابُ لَنَا خَصِيْمُ
وسِرْنَا والسّنُونُ بِنا تَدُوْلُ

فلمْ يَلْبَثْ بِنَا عَيْشٌ رغِيْدُ
ولمْ يَأْمَنْ لِخِلَّتِهِ الخَلِيْلُ

شُتَاتٌ في تَبَاعُدِنَا سَرِيْعٌ
ولكنْ في تَجَمُّعِنَا ثقيْلُ

أَلَاْ ياسيِّدَ الشُّهداْءِ شَحَّتْ
ضُرُوْعُ الوَصْلِ ألْفَاهَا الذُّبُوْلُ

وددْنا لو رِياحُ الطَّفِّ عادتْ
لتحْمِلُنا ظهيراً اذْ تَصُوْلُ

وأَسْقيْنَاكَ مِنَ ماءٍ فُراتٍ
وأَنْتَ بِكُلِّ عُقْبَانَا كَفيْلُ

الَاْ ياسيَّدَ الشُّهداْءِ عُذْراً
فذا وَقْتٌ كَمَا تدْرِيْ عَلِيْلُ

* اللوحة للفنان الايطالي دافنشي باسكوال التي تخيّلها في ضوء قصة استشهاد الامام الحسين (ع)..
    *********************************
الملاحظات :
1- ورد في عجز البيت التاسع :
ولكنْ يومَكَ المثلُ المثيلُ
وهو اشارة لمقولة (لايوم كيومك يا ابا عبد الله)
وقد جاء في مسودة اولية للقصيدة :
(ولكنْ مثلَك المثلُ المثيلُ)

2- مخَرْنا والعُبَابُ لَنَا خَصِيْمُ
وسِرْنَا والسّنُونُ بِنا تَدُوْلُ
اي مخرنا البحر ، والعباب : ارتفاع الموج واضطرابه..
وهي كناية عن ما يلقاه اتباع نهج الحسين من ظلم الطغاة وخصومتهم..

3- شُتَاتٌ في تَبَاعُدِنَا سَرِيْعٌ
ولكنْ في (تَقَارُبِنَا) ثقيْلُ
اسم لكن يعود على (الشتات) ، وخبرها : ثقيلُ
وفي البيت طباق ايجاب جميل بين الصدر والعجز..
4- القصيدة على البحر الوافر
(مفاعلتن مفاعلتن فعولن)
* ياتي عروض الصدر وضرب العجز (فعولن) باشباع الحركة او مقبوضا (فعولُ)
* ورد في حشو البيت جواز العصب في تفعيلة مفاعلتن (تسكين الحرف الخامس) لتؤول مفاعيلن
وهذا نموذج من التقطيع الشعري للبيت الاول :
أبس سجْجَا/ دِسَقْ مي لا/ يَزُوْلو
مفاعيلن/ مفاعيلن/فعولن
وحبْ بُكَ لا/ تُبَدْ دِلُهُلْ/فُصُوْلو
مفاعلتن/ مفاعلتن/فعولن