من اجل حفنة من الدولارات/ترامب ايستوود

هل كان الناخب الامريكي بانتخابه -ترامب- أراد من امريكا الحرّة الناعمة ان تُكشر عن انياب الاسد او الثعبان لتحظى بالفرائس؟
او بمعنى أخر ، هل كانت رغبة الناخب الامريكي تميل لرئيس يكشف الوجه الصلف للسياسي الامريكي بما يحمل من غلظة وجرأة وصراحة مكشوفة بدلا من دبلوماسية الحيلة والنفاق والكذب على الشعوب باسم الحرية ؟
ذلك الوجه القبيح الذي يجعل لكل شيء سعر ولكل موقف ثمن سينتهي في الخزانة والجيب الامريكي..
لعل الناخب الامريكي اراد ذلك ؟ بانتخاب كاوبوي اشقر لكن بزي جديد من مراهنات المصارعة الحرة لا من قطعان البقر وسباق الخيول..

* فلنتأمل ماحصل في عهد الكاوبوي ترامب :
           ………………………………………………………
1- في الوقت الذي كانت فيه الدول الصناعية تتطلع لجعل تطبيق اتفافية كيوتو للمناخ وسيلة لراحة الانسان وسلامة البيئة...
انسحب ترامب من اتفاقية باريس لخفض الغازات الدفيئة لاسباب تجارية ودولارية..

2- وفي الوقت الذي كانت المنظمة الدولية تتطلع لانفراج وسلام في الشرق الاوسط في ظل مبدا (الارض مقابل السلام) لصدّ الاستيطان الاسرائيلي..
قرر ترامب نقل السفارة الامريكية الى القدس ثم اعترف بعدها بسيادة اسرائيل على الجولان المحتلة.. دون الرجوع الى حلفائه في الاتحاد الاوروبي وفي سابقة لم يتجرأ على فعلها رئيس امريكي يحرص على ان تبدو الولايات المتحدة راعية للسلام بالظاهر..

3- في الوقت الذي شهد فيه الشرق الاوسط انفراجا عقب توقيع الاتفاقية النووية بين الغرب وايران وتراجع فتيل الحرب المحتملة التي تربك اقتصاديات المنطقة وتشعل نار الفتن فيها..
قرر ترامب الانسحاب من الاتفاقية النووية مع ايران..

4- وفي الوقت الذي يودع فيه العالم عام 2019 ويستقبل عاما جديدا بالافراح والامل مبتهلا الى الله ان يعم الخير والسلام في المعمورة..
يقصف ترامب قوات الحشد العراقية المرابطة في القائم ويخلف اعدادا من الشهداء ، بحجة قصف القاعدة الامريكية في كركوك الذي لم يطال سوى متعاقد حراسة امريكي !! ، ومع ان المعلومات الاولية تشير الى تخطيط مسبق من منظمة داعش..
وهكذا يموت الشباب المرابطين على الحدود بالمجان ، ويرحلون الى بارئهم شهداء مغدورين..
وهم في حساب الكاوبوي ترامب وذيوله في الداخل والخارج ممن حلت عليهم لعنة الاقدار
فماتوا كما يموت المنسيون في سجون الطغاة..
وبالوصف الذي نقرأه في مرثية الشاعر نزار قباني وما تحمله من مأساة وتعبير ساخر :

(نموت مجانا كما الذباب فى افريقيا
نموت كالذباب
ويدخل الموت علينا ضاحكا
ويقفل الأبواب
نموت بالجملة فى فراشنا
ويرفض المسؤول عن ثلاجة الموتى
بأن يفصل الأسباب
نموت .. فى حرب الشائعات
وفى حرب الاذاعات
وفى حرب التشابيه
وفى حرب الكنايات
وفى خديعة السراب
نموت.. مقهورين .. منبوذين
ملعونين .. منسيين كالكلاب
والقائد السادي فى مخبئه
يفلسف الخراب !!)

وختاما..سيظل ترامب حسب -قول احد الاطفال الامريكيين- الرئيس الاعظم لكونه (انقذ العالم من الانسجام !! )
ولعل رصيده في ذلك سيكون الاعلى في موسوعة كينتس بين الرؤساء الخمس والاربعين للولايات المتحدة..
وبفضل قرارته ومنطقه !! يرى -اليوم- أتباع وحلفاء امريكا ان العيش في الفوضى الخلاقة ممكن وجميل ، بل لعل البعض منهم سيقبل على الحياة بقوة التبعية بلا انسجام ولا اخوة في الدين ولانظائر في الخلق !..
فعهد ترامب قد ارسى لهم قواعد العودة الى عصر الغاب والكاوبوي..