من مميزات التعبير المرسيقي

من مميزات التعبير الموسيقي.. :
تحتل الموسيقى قمة الهرم في التعبير الانساني من فنون الاداب في الشعر والنثر ومن الفنون الجميلة الاخرى كالرسم والمسرح والسينما.. فهو التعبير الانساني الوحيد الذي لايقبل النشاز وعدم الانسجام ولذلك يعدّ -في فلسفة الفن او علم الجمال- ابلغ واجمل تعبير فني في دلالته التعبيرية عن المشاعر الانسانية والمحاكاة الوجدانية مع صور الحياة المتنوعة وقضايا الانسان والمجتمع وقوى الطبيعة..
فقد نشخص خلل او اضطراب ما او عدم ملائمة تعبيرية في الصورة الشعرية او في الكتلة واللون بالرسم او في اخراج وتصوير المشهد التمثيلي لكن ذلك غير ممكن في التعبير الموسيقي..
ولا يُستغنى كذلك عن الالحان الموسيقية في مقدمات البرامج التلفزيونية والاذاعية والابتهالات الدينية كما ان للموسيقى التصويرية في الافلام دورا كبيرا في تجسيد المشهد السينمائي..

ومن مميزات التعبير الموسيقي والغنائي الاخرى :
1- عالمية الفن بوحدة النوتة في العزف الموسيقي لقطعة لحنية من سيمفونية او مقدمة لاغنية ما مؤداة بصورة فردية او كورالية ، كما الحال في الرياضيات في وحدة العمليات الجبرية للاشارات الاربع وفي تعريف الدالة الحقيقية واشتراطاتها..
ولهذا السبب..يكاد الفن الموسيقي يوحد شكل التعبير الانساني بين الامم ، واذا كان لكل امة فنها الذي يتجلى بوضوح في مضمون ثقافتها وتراثها الشعبي والفولكلوري ، لكن شكل اللحن ذاته لايختلف بين عزف فرقة موسيقية من الشرق وأخرى من الغرب حتى مع اختلاف الادوات الموسيقية الايقاعية والهوائية والوترية..
وهذا الحال يختلف في صور التعبير الاخرى كالشعر والرسم والتمثيل..
وعلى سبيل المثال يمكننا ان نشاهد موسيقار من الغرب هو الهولندي (اندريه ريو) يعزف لحن اغنية فيروز (كانوا ياحبيبي) وهي بالاصل معزوفة روسية الفها الملحن ليف كنيبر في الثلاثينيات  لأغنية (بوليوشكا بوليي) التي تعني (كانوا الخيّالة) وكتب كلمات الأغنية فيكتور غوسيف. كما نشاهد الموسيقار نصير شمة يعزف سيمونية غربية هي حلاق اشبيليه للموسيقار الايطالي جواكينو روسيني
بذات القالب اللحني والابداع..

2- يمكن -في التعبير الموسيقي الغنائي- ان تكون نسخة الاداء الثانية اجمل من الاصل..
وهذا لم يحصل في سائر الفنون الادبية والجميلة قاطبة..
فلا يمكن مثلا ان نقرأ قصيدة عن (دجلة الخير) بنظم شاعر آخر وعلى ذات البحر البسيط تكون اجمل من اصل القصيدة للشاعر الجواهري..
ولايمكن لفنان معاصر ان يرسم لوحة موناليزا (ليوناردو دافنشي) التي رسمها في عصر النهضة بالقرن الثامن عشر باجمل من فرشاة دافنشي مع توفير كل الامكانيات التقنية الحديثة في الرسم وفيزياء الالوان..
على حين ان هذا الحال ممكن في التعبير الغنائي الموسيقي ، حيث يمكن ان تكون النسخة اجمل من الاصل..
فعلى سبيل المثال فأن اغنية (ياهلي) وهي من الفولكلور الخليجي الجميل كانت اجمل في نسختها الثانية باداء عبد الحليم حافظ ، ونسخة اغنية هان الود بصوت الفنانة (فائزة احمد) كانت اجمل من نسختها الاصلية بصوت الموسيقار محمد عبد الوهاب ، وقد غنتها بمقام البيات ذاته..
كما ان البعض ومنهم السيدة ام كلثوم يطيب لها ان تسمع بعض اغانيها ومنها (شمس الاصيل) بصوت الفنان الكويتي عوض.

عن الكاتب "فلان"

وصف موجز عن الكاتب هنا، كما يمكنكم متابعتي عبر المواقع الإجتماعية أدناه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Translate

إبدء الكتابة للبحث ثم أنقر enter