عطر ونثر.. في ذكرى وفاة السيدة زينب
بين روحٍ تحلقُ كالطيور
مع الاسنةِ اذ تدور
يوجِعُها هاماتِ أحمدَ في العراء..
ودمعٍ يحفرُ في الخُدود
وشمَ الثنايا الغُرِّ يَنكِثُها يزيد..
وعينٍ تَبصُرُ الدنيا الجَحود
وبين ذاكرةٍ تدورُ في البيتِ العتيد
وارجاءِ المدينة :
- طفلةٌ بين احضانِ النبي
- كريمةٌ في بيتِ علي
- وأمٌّ اخيها لسبطٍ شهيد..
تدورُ في قلبِها شجون
فتهْمُلُ العيونُ لظَاهُ كالمطر..
لكنما السقيَ الكريم
نبعَ جدِّها الامين
يشبُّ في الصدرِ عُباباً كالبحر
يسحقُ المكانَ والزمان
فيلوي عنانَه القدر
( اصبرْ لحُكمِنا...انكَ بأَعيُنِنا)
فتمسحُ الدموع آيةُ الصبرِ الجميل
ويسمو في قلبِها الحزين
عهدان من نور كالشمس والقمر :
عهدٌ مضى..باهلَ النبيُ بآله
وعهدٌ أتى ..أَكرَمَ آلَ الطاهرين
(لا ذلة منا هيهات)
صوتٌ يدوي للحسين
يقضُّ مضاجعَ الطغاة
ويهزُّ عرشَ الظالمين
* للهِ درُّكِ .. ياأمَّ المصائب
لله درُّكَ .. ايُّها القلبُ الحزين
السبطُ مقطوعُ الوتين
والريحُ تَعْوِلُ في الهجير..
تنسجُ الاكفانْ.. لأجسادٍ عاريات
ماهانَ لسانُها هونَ العيون
سيفٌ يَصولُ في المِحن
كأنَّ عليّاً بين الثنايا الظامئات
يعودُ بهِ الزمن..
كالسحابِ يقْدِمُ من بعيد
وحزُمهُ الحقُّ المبين
يشقُّ غبارَ الشركِ من وليدٍ ليزيد
فسلامٌ لصبرٍ لايلين
سلامٌ لعطائكِ البِرِ الثّمين
سلامٌ لسيدةٍ.. علمتْنَا
كيفَ الثباتُ على الحقِ يمحقُ الغروب..
والشّهيدُ يغدو ملكاً تتوّجُهُ القلوب..
كيفَ يؤولُ الدَّمُ المسفوحُ نصراً من جديد..
وتلْكُم الرؤوسُ رمزاً للكرامةِ والخلود..
لما تزلْ كلماتُها تحمِلُها الرياح
(ما رأَيْتُ إِلَّا جمِيلاً)
-ورؤوسُ احبتِها على الرماح-
تنالُ من ليلِ الطغاة
ويسْفر لها وجهُ الصباح..
فالسّلامُ على سفيرةِ الحسين الشهيد
السّلامُ على جبل الصبرِ والايمان
السّلامُ عليك يا زينبَ الحوراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق