قصيدتي الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد في ذكرى مولد وشهادة (الامام الحسين)
* نظم الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد قصيدتين في ذكر الامام ابي عبد الله الحسين (ع):
1- في رحاب الحسين :
في ذكرى شهادته/10 محرم سنة 61 هجرية
2- يامالئ الدنيا دماً ومروءةً :
في ذكرى ولادته/3 شعبان سنة 4 هجرية
* لكن الشاعر يرى ان قصيدته الثانية في ذكرى ميلاده ابلغ سبكا واجمل معنىً...
وننقل -هنا- القصيدتين ، وللقارئ ان ينظر :
أيُّ القصيدتين اقرب الى قلبه وعقله..
1- في رحاب الحسين/(من البحر المتقارب)
في ذكرى شهادة الامام (ع)
........................................
قَدِمتُ .. وَعَفْوَكَ عـن مََقدَمي
حَسيراً ، أسيراً ، كسيراً ، ظَمي
قدِمتُ لأ ُحرِمَ في رَحْبَـتَيْـك
سَـلامٌ لـِمَثواكَ من مـَحرَم ِ
فَـمُذْ كنتُ طفلاً رأيتُ الحسين
مَـناراً إلى ضوئِـهِ أنـتَمـي
ومُـذْ كنتُ طفلاً وجَدتُ الحسين
مَـلاذاً بأسـوارِهِ أحـتَمـي
وَمُذْ كنتُ طفلاً عرَفتُ الحسـين
رِضاعاً.. وللآن لم أ ُفـطَـمِ !
سـلامٌ عليكَ فأنتَ السَّـلام
وإنْ كنتَ مُخْتَضِِـباً بالـدَّمِ
وأنتَ الـدَّلـيلُ إلى الكبـرياء
بِما دِيسَ مِن صَدرِكَ الأكرَم ِ
وإنـَّكَ مُعْـتَـصَمُ الـخـائفين
يا مَن مِن الـذَّبح ِ لم يُعصَمِ
لقـد قلـتَ للـنفسِ هذا طريقُكِ
لاقِي بِهِ الموتَ كي تَسـلَمي
وخُضْتَ وقد ضُفِرَ الموتُ ضَفْراً
فَما فيهِ للـرّوحِ مِن مـَخْرَمِ
وَما دارَ حَولَـكَ بَل أنتَ دُرتَ
على الموتِ في زَرَدٍ مُـحـكَمِ
من الرَّفْضِ ، والكبرياءِ العظيمةِ
حتى بَصُرتَ ، وحتى عـَمِـي
فَمَسَّـكَ من دونِ قَصدٍ فَمـات
وأبقاكَ نجمـاً من الأنـْجُـمِ !
ليـومِ القيامةِ يَـبقى السـؤال
هل المـوتُ في شَكلِهِ المُبْهـَمِ
هـوَ القـَدَرُ المـُبْرَمُ اللايـُرَدّ ُ
أم خادمُ القـَدَرِ الـمُـبْـرَمِ ؟ !
سـَلامٌ علـيكَ حَبيـبَ الـنَّبيِّ
وَبُرْعُمَهُ..طِبـْتَ من بـُرعُمِ
حَمَـلتَ أعَـزَّ صفـاتِ النَّـبيِّ
وفـُزْتَ بمـعيارِهِ الأقـوَمِ
دِلالـَةَ أنـَّهُـمـو خَـيَّـروك
كمـا خَيـَّروهُ ، فَلَم تُـثْـلَمِ
بل اختَرتَ موتَكَ صَلْتَ الجبيـن
ولم تَتـلَـفَّتْ ، ولم تَنـدَمِ
وما دارت الأرضُ إلا وأنـتَ
لِلألائِهـا كـالأخِ التَّـوأمِ !
سـلامٌ عـلى آلـِكَ الـحـوَّمِ
حـَوالَـْيكَ في ذلك المـَضرَمِ
وَهـُم يَدفعونَ بِعُـري الصدور
عن صـدرِكَ الـطاهرِ الأرحَمِ
ويَحـتـضنونَ بكِبْرِ النـَّبـِّيين
ما غـاصَ فيهم من الأسـهُمِ
سلامٌ عليهـم..على راحَـتَيـن
كَشـَمسَين في فَلَكٍ أقْـتَـمِ
تَـشـعُّ بطـونُهُما بالـضـياء
وتَجري الـدِّمـاءُ من المِعصَمِ !
سـلامٌ على هـالـَةٍ تـَرتَـقي
بلألائـِها مُـرتـَقى مـريَـمِ
طَهـورٍ مُـتَـوَّجـةٍ بالـجلال
مُـخَضَّبـَةٍ بالـدَّمِ الـعَنـدَمِ
تـَهاوَت فَـصاحةُ كلِّ الرجـال
أمامَ تـَفَجـُّعِهـا الـمُـلهَمِ
فَراحَـت تُزَعزِعُ عَرشَ الضَّلال
بـصوتٍ بأوجاعـِهِ مـُفعَـمِ
ولو كان للأرضِ بعضُ الحيـاء
لـَمادَت بأحـرُفِهـا الـيُتَّمِ !
سـلامٌ على الحُرِّ في سـاحَتَيك
ومَـقـحَـمِهِ جَـلَّ من مَقحَـمِ
سـلامٌ عليهِ بـحَجـمِ العَذا ب
وحَجـمِ تَـمَزُّ قِـهِ الأشْـهَـمِ
سلامٌ عليهِ..وعَـتْـبٌ علـيـه
عَـتْـبَ الشـَّغوفِ بـهِ المُغرَمِ
فَكيفَ ، وفي ألفِ سَـيفٍ لُجِمتَ
وعُـمرَكَ يا حُـرُّ لـم تـُلجَمِ ؟!
وأحجَمتَ كيف، وفي ألفِ سيف؟
ولو كنـتُ وَحـديَ لـم أُحجـِمِ
ولم أنتظرْهـُم إلى أن تَـد و ر
علـيـكَ دوائـرُهُـم يا دمـي
لَكنـتُ انتَـزَعتُ حدودَ العراق
ولو أنَّ أرسـانـََهُـم في فـَمي
لَغـَيَّرتُ تاريخَ هـذا التـُّراب
فما نـالَ منـهُ بَـنو مـُلـجَمِ !
سلامٌ على الحرِّ وَعْـياً أضـاء
وزرقـاء من لـيلهـا المُـظلِمِ
أطَـلَّت على ألفِ جيـلٍ يجيء
وغـاصَت إلى الأقـدَمِ الأقـدَمِ
فأدرَكَت الصّوت..صوتَ النّـبوّةِ
وهـو علـى موتـِهِ يـَرتَـمي
*********************************
2- يامالئ الدنيا دماً ومروءة/(من الكامل)
في ذكرى ولادة الامام الحسين (ع)
..........................................
هتفَ البشيرُ فقبِّلْ ابنكَ يا علي
بالمعنيين مُقَبِّلٍ ومُقبَّلِ
تدري ويدري الله قبلُ وجدُّهُ
ايحاءَ مولدهِ بيوم المقتلِ
طرفا هلالٍ قوسُهُ عَرْضُ السماء
في الشمسِ ذاك وذا بليلٍ أليلِ
طرفا هلالٍ مثلُ سيفٍ هائلٍ
شطَرَ السماءَ وظلَّ يصدحُ ياهلي
يرمي ظلام الليلٍ عن بَلَجِ الضحى
كي يستقيم فيا سيوف تعجلي
وتكاد اشرف دمعهٍ من عينه
تهمل ولكن عينه لم تهملِ
جدٌ ولكن اي جدٍ مُرسلٍ ؟
سبطٌ ولكن سبط جدِ المرسل
وهو الحسين شهيدُ اشرف وقعةٍ
هذا الزكي الانبلٍ بن الانبلِ
هذا الذي امر الزمانُ بموته
فأقامَ عن امرِ الزمان بمعزلِ
يا ماليءَ الدنيا دماً ومروءهً
ومُكبلاً في زِيِّ غير مُكبلِ
دارت عليه الدائرات ولم يكن
فرداً ولا كان الحسين بأعزلِ
كانت حُشاشة جده في صدره
ومن اقتدار ابيه كان بجحفل
لكنه القدر العظيم ارادها
عصماء لم تًُتْأم ولمْ تَتَمهلِ
فاختارها واختاره قدراً لها
متبتلٌ يسعى الى متبتلِ
حتى اذا التقيا تهيبَ موته
فهوى الحسين عليه مثل الاجدلِ
هي ميتةٌ عِدَلُ الحياهِ بأسرها
افلَّ الزمان ونجمها لمْ يأفُلِ
يايومَ ميلادِ الحسين ولم اجد
الا كَ ميلادٌ يموتُ فيختلي
فيكون هذا ذاك وتصبح ميتةً
كولادهٍ لكن بطعمِ الحنظلِ
حتى تكاد الارض في ميلاده
تبكي وتعلن زهوها يوم المقتلِ
قُلْ للنجومَ بكربلاءَ ترجلي
والى منائره المهيباتُ انزلِ
وخذي سناً منها لالفٍ قادمِ
وخذي دموعاً للمجرهٍ واهطلٍ
للهِ درك من وليدٍ باسلٍ
لله درك من شهيدٍ ابسلٍ
ولد الحسين فيا عيون تكحلي
منه ويا كل الحناجر هلهلِ
ثم اجعلي الاجفان غيم مدامعٍ
وتذكري عطش الحسين تتبللي
ولد الذي لو جاذبته ضياؤه
شمسِ السماء لقيلَ للشمسِ اخجلِ!
ومن المروءه بيدرٌ في بيتهِ
ولكلِّ اهل الارض حبه خردلِ
وِلِدَّ الذي دمه اعزُّ دمٍ جرى
لولا ابوه تبارك اسمك ياعلي
انجبته للمكرمات جميعها
وسقيته منهنَّ نفس المنهل
ورآكَ فزت بها ففازَّ بها
فتىً بُوركَ من اسدٍ هِزَبْرِ اشبلِ
يا يوم ميلاد الحسين وهبت لي
شرف الدخول اليه اجمل مدخلِ
افكلما ذُ كر الحسينُ تقطعت
احشائنا وجعاً وصحنا ياعلي
وكأن اوجاع العراق جميعها
ارث الحسين فثاكلٌ عن اثكلِ
يا سيدي نفسي فداك اجز فمي
وبغيرِ هذا الدمع انْطِق مِقولي
انا راجفٌ جزعاً فثبتْ لحظةً
قلمي على ورقي وثبتْ انملي
واملأ دمي فرحاً ووجداني ندىً
ودع الفراتَ بمائه المتوسلِ
يسعى اليكَ مُكفراً عن ذنبه
الفٌ ونيِّفَ وهو اوجع مُهملِ
وهو الفرات لو استطاع ادانها
لأتاك مفجوعاً بماءِ مُعولِ
وهوى على قدميك يسقي مائه
من جسمك البدمائه متوسلِ
ليكون عند الله شاهدَ نفسه
ويجيب لامتلعثماً ان يُسألِ
هتف البشير فيا خوافقُ رتلي
بالنيضِ ما هتف البشيرُ وبسملي
وبكلِ ارضٍ يامروءةُ زغردي
واذا وصلتِ كربلاء فاعولي
-----------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق