الابيات العشرون الاكثر شجنا في مطولة حسان بن ثابت الشعرية في رثاء الرسول الاكرم محمد (ص)
هذه عشرون بيتا - من المطولة الشعرية (مافقد الماضون مثل محمد) التي نظمها الشاعر (حسان بن ثابت) في رثاء الرسول -ص- لعلها الاقرب الى لغتنا وثقافتنا المعاصرة.. وهي من البحر الطويل :
بطيبـة رسْـمٌ للـرسـولِ ومعهـدٌ
منيرٌ وقد تعفـو الـرسـومُ وتهمـدُ
بها حجُـراتٌ كـانَ ينـزِلُ وسْطَها
مـن الله نـورٌ يستضـاءُ ويـوقَـدُ
أطالت وقوفاً تذرفُ العيـنُ جهـدَها
علـى طللِ القبـرِ الـذي فيه أحمـدُ
فبوركتَ يا قبرَ الرسـولِ وبوركتْ
بـلادٌ ثـوى فيها الرشيـدُ المسـدَّدُ
وبـوركَ لحـدٌ منـكَ ضُمِّـن طيّباً
عليـهِ بنـاءٌ مـن صفيـحِ منضَّـدُ
وهـل عَـدَلتْ يـوماً رزيةُ هالكٍ
رزيـةَ يـومَ مـاتَ فيـهِ محمـدُ
فأصبـح محمـوداً إلـى اللهِ راجعـاً
ويبكـيهِ حـتى المـرسـلاتُ ويُحمَـدُ
فَبَكِّي رسـولَ الله يـا عيـنُ عبرةً
ولا أعرفَنْكِ الـدهـرَ دمعُـك يجْمـَدُ
ومـا لك لاتبكيـنَ ذا النعمة التـي
على النـاس منهـا سـابـغٌ يتغمـدُ
فجـودي عليه بالدمـوع وأعْـوِلي
لفقدِ الذي لا مثلُهُ الـدهـرَ يُـوجَدُ
ومـا فقَـد الماضـون مثـلَ محمـدٍ
و لا مثلَـه حتـى القيـامـةِ يُفقَـدُ
أعـفَّ وأوفـى ذمـةً بعـد ذمـةٍ
و أقـربَ منـه نـائـلاً لا يُنَكَّدُ
وأبـذلَ منـه للطـريـف وتالـدٍ
إذ ضـنَّ معطـاءٌ بـما كـان يُتْـلِدُ
وأكرمَ صيتاً فـي البيـوت إذا انتمى
وأكـرمَ جَـداً أبطحيـاً يُسَـوَّدُ
وأمنـعَ ذرْواتٍ وأثبتَ فـي العـلا
دعـائـمَ عـزٍ شـاهقـات تُشيَّـدُ
وأثبتَ فـرْعاً فـي الفـروع ومنْبِتاً
وعُـوداً غـذاةَ المُـزنِ فالعُـودُ أغْيـدُ
رَبَـاهُ وليـدا فـاستتـمَّ تمـامـَهُ
علـى أكـرمِ الخيـراتِ ربٌّ مُمَجَّـدُ
تنـاهـت وصـاةُ المسلميـن بكفهِ
فلا العلـمُ محبـوسٌ ولا الـرأيُ يفْنـَدُ
أقـولُ ولا يلقـى لقـولـي عائبٌ
مـن النـاس إلا عازبُ العقـل مبْعَـدُ
وليـس هـواي نـازعاً عـن ثنائهِ
لعلِّـي بـه فـي جنـة الخـلد أخْـلُدُ
مع المصطفى أرجـو بذاك جـواره
وفـي نيـل ذاك اليوم أسعى وأَجهَـدُ
******************
ملاحظة في ايقاع هذه القطعة:
نلحظ كما في التقطيع الشعري ادناه ان القطعة -بشكلها العام- من البحر الطويل..
لكن من الممكن وصفها من البحر الكامل التام المعروف بتفعيلة (متفاعلن) والذي يعد من اكثر البحور اضربا ودورانا في الشعر ، وذلك في حالة واحدة هي :
أن نعتمد جوازا مزدوجا (ضمن باب العلل الجارية مجرى الزحاف) بادخال جواز الوقص (حذف الحرف الثاني المتحرك من تفعيلة متَفاعلن) ثم تذييلها (بزيادة حرف ساكن على وتد مجموع -علن-) فتصير (مفاعلن نْ) وتنقل الى (مفاعلان او مفاعلتن) المعروفة بتفعيلة الوافر .
سيما ان من جوازات متَفاعلن المعروفة :
هي (مفاعلن) بالوقص ، و(متْفاعلن) بالاضمار التي تنقل الى مستفعلن .
* ولنأخذ هذا التطبيق في التقطيع الشعري :
1- وما فقدَ الماضون مثلَ محمّدٍ
أ- ومافَ/قدلْ ماضو/نمثْلَ/محمْمَدن....طويل
(فعولُ/مفاعيلن/فعولُ/مفاعلن) بقبض فعولن
كما يجوز عليها القصر لتكون (فعولْ) بتسكين اللام .
ب- وما فقدلْ/ماضو نمثْ/لمحمْمَدن....كامل
مفاعلان/مستفعلن/متفاعلن
2- وهَلْ عَدَلتْ يوماً رزيّةُ هالكٍ
أ- وهلْ عَ/دلتْ يومن/رزيْيَ/ةُ هالكن....طويل
فعولُ/مفاعيلن/فعولُ/مفاعلن
ب- وهلْ عَدَلَت/يَوْمَنْ رَزِيْ/يَةُ هَالِكِنْ....كامل
مفاعلان/مستفعلن/متفاعلن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق