قراءة لقصيدة (لواء الطهر) في مدح السيدة الزهراء للشاعر طالب الفريجي
* القصيدة (لواء الطهر)
***************
وأردْتُ أكْتبُ منْ سناكِ رثاءا
فأجابَ دمْعُ الْمقْلتيْنِ نِداءا....!
وتجمْهرتْ كلُّ الْمصائبِ فيْ الْحشا
فلجأْتُ أكْتبُ ندْبتيْ إيْماءا....!
لمَ إنْ ذكرْتُكِ تُسْتثارُ مواجعيْ
أولسْتِ بضْعةَ أحْمدٍ زهْراءا.؟
أولسْتِ فاطمةَ الْبتوْلةَ فىْ الْورىْ
والْكوْنُ منْكِ يسْتقىْ الْأضْواءا
لِلَّهِ ما فعلوْا وكيْفَ نفوْسِهمْ....
جمحتْ فراحتْ تقْحمُ الْأهْواءا.!
ما بيْنَ بابكِ والْجدارِ وعصْرةِ
فقدوْا الْوقارَ وأصْبحوْا أعْداءا
لِلَّهِ للْدّيْنِ الْحنيْفِ لمنْهجٍ.......
ما جاءَ إلّا رفْعةً وإباءا.......
لكِ يا لواءَ الْطُّهْرِ أذْرفُ دمْعتيْ
علّيْ بدمْعيْ أسْتظلُّ لواءا.....
**********************************
** قراءة القطعة الشعرية :
القطعة -اعلاه - في ذكر السيدة الزهراء حسنة السبك بهيّة الصور اذ يكشف جمال القصيدة ذلك التنوع البلاغي في حسن الاستهلال والخاتمة والتعليل في صورها مع ايقاعها السلس على البحر الكامل..
فالبيت الاول والاخير (الثامن) تتجلى فيهما الشكوى والالم التي تتعدى حدود الذات ،
حيث يبدا البيت الاول بوصف اسىٍ موجع اختار الشاعر كلماته بحرفة الصنعة :
(وأردْتُ أكتبُ من سناكِ رثاءا..)
اما البيت الثاني فيكشف للقارئ هول المصاب عندما يكون الايماء وحده هو عصارة الالم ومحصلته التي لايغنيها كلام وبوح وهو اجمل دلالة لتجسيد لظى الوجدان..
وفي البيت الثالث والرابع نلحظ الاستفهام -ايجابا- وهو يومض بشكوى الذكرى..
لكننا في البيت الخامس نتوقف على جمال دلالة الاستفهام -انكارا- بالاداة كيف (كيف نفوسهم جمحت؟..)
والتي يجليها ويجيب عنها -بتعجب !- عجز البيت السادس (فقدوا الوقار..)
لياتي بعدها البيت السابع بدائرة تعجب اوسع فضاءا يؤطرها التوكيد باداة استثناء ملغاة جاءت للحصر والتوكيد (لله للدين الحنيف لمنهجٍ… ماجاءَ الاّ رفعةً واباءا)
وعودٌ على بدء ، يعود البيت الثامن الاخير في تصوير الشكوى والحزن على البيت الاول من القطعة..
(لك يالواءَ الطّهرِ أذْرفُ دمعتي..)
** بخصوص ايقاع القصيدة فقد ورد على البحر الكامل بجوازاته الواردة ، وهو البحر الذي يكافئ ايقاع البسيط في بث المشاعر وامتدادها بالشعر الوجداني..
وقد ورد في حشو البيت جواز الاضمار لتصبح تفعيلة متَفاعلن متْفاعلن وتنقل الى مستفعلن .
اما في العروض والضرب لابيات القصيدة فلقد جرى صحيحا بايقاع متَفاعلن مرة ، ومقطوعا مرة ثانية ليكون متَفاعلْ ، ومضمرا مع القطع مرة ثالثة ليصبح متْفاعلْ وينقل الى مستفعلْ ، وهو من جوازات العلل الجارية مجرى الزحاف..
السلام على أم ابيها ، السلام على سيدة النساء..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق