ملحمة الطف في الفن التشكيلي العراقي

احتلت ملحمة الطف -كواقعة فاجعة ومعنى انساني كبير في الدلالة والعبرة- حيزا واسعا في الادب والفن (شعر - قصة - لوحة) ،
وفي اطار الفن التشكيلي العراقي ، حرص التشكيليون العراقيون على التعبير عن تلك الملحمة بادوات ورؤى واتجاهات فنية مختلفة منذ عهد الرواد في ثلاثينيات القرن الماضي ، وقد فاق المنجز الفني العراقي في هذا الصدد -كماً ونوعاً- مثيله في البلدان العربية والاسلامية..
ويمكن الاطلاع ومشاهدة اللوحات الفنية الخاصة بملحمة الطف وعاشوراء من روابط موجودة على محرك البحث (Google) لمن يرغب في ذلك..
كما ان هناك فيديو يصور تخطيطات فنية بالكرافيك للفنان عبد الرزاق الياسر بعنوان (الموت يندحر امام الشهادة)..
ومما يجدر الاشارة له ان الرسامين العراقيين -بصورة عامة- قد استلهموا رمزية (الرأس المقطوع) في لوحاتهم باساليب الفن الحديث كدلالة درامية للتعبير عن هموم الحرب والاغتراب وانعكاسها على الانسان والمجتمع كما انه يحمل دلالة تأريخية ودينية مازالت راسخة في الذاكرة الشعبية في العراق ، وقد تجسد ذلك في لوحات كثيرة لتشكيلين عراقيين تشير اليهم معظم الكتب والدراسات المنشورة ومنهم : (كاظم حيدر ، ضياء العزاوي ، علاء البشير ، اسماعيل فتاح الترك ، عبد الرزاق الياسر ، علي طالب ، ماهود احمد ، عاصم عبد الامير..)
ومن اللوحات المتميزة في قيمتها الجمالية والتعبيرية هي :
* تخطيطات بالكرافيك للفنان عبد الرزاق الياسر (حين يندحر الموت امام الشهادة) بشكل فيديو يعرض لوحات متتابعة تصور عمق الماساة وشرف الشهادة والسبايا وغلطة الظالمين ، وان الشهادة تدحر الموت بقيمتها المعنوية وخلودها.. 
* لوحة الفنان كاظم حيدر عرضت عام 1969 وهي ارفع لوحة لفنان من الرواد استخدم اسلوب الفن الحديث في توظيف المغزى الرمزي لملحمة الطف..
وتُجسد اللوحة ثنائية المأساة والانتفاضة..
ففي المأساة يلاحظ ان الشمر -يسار اللوحة- يتقدم الجند حاملا راس الامام الحسين ليقدمه هديةً ليزيد بن معاوية ، وفي وسط اللوحة نجد ان الشمس انقلبت رأسا على عقب ، وفي اعلى اللوحة هناك السبايا والخيام ، وطيور في الافق تتشح بالسواد..
وفي الانتفاضة يلاحظ في يمين اللوحة تلك الوقفة الصلبة للامام علي وهو يحمل بيده سيف ذي الففار رمزا للانتفاض على الباطل وان نهضة الامام الحسين يتصل جذرها بابيه وبجده النبي..
* لوحة الفنان علي العلاق : التي صورت محاصرة الامام الحسين ولحظة استشهاده دون ان يشر اليه طريحا مضرجا بدمائه - من باب هول المأساة على ضمير ويد الفنان- وجعل من حصار ووثبة الفرس الذي يدافع عن صاحبه دليلا على شرف الشهادة ووحدة الامام الحسين وغربته امام الظالمين..
وقد اختيرت اللوحة لحفظها في مقتنيات المتحف الحسيني..
* تعد لوحة (بانوراما كربلاء) اقدم لوحة عراقية جسدت واقعة الطف وتعود الى اواخر التاسع عشر ، وهي لوحة زيتية كشفت مناظر متعددة مرتبة في كل اتجاهات حركة الامام الحسين النهضوية..
واللوحة محفوظة في متحف بروكلن في نيويورك بتوقيع (عباس الموسوي).

*اخيرا ، فان هناك  لوحات قيمة لفنانين غير عراقيين جسدت عمق المأساة وشرف الشهادة ومنها :
- لوحة الفنان الفرنسي جان ليون جيريم (مقام الرأس الشريف) في القاهرة ، وقد ابدع الفنان في الاستخدام المذهل للالوان في اللوحة وفي التعبير عن قدسية الرأس والمقام عبر التضرع والدعاء لشخوص اللوحة.
وقد رسمها الفنان الفرنسي بعد احتلال نابليون بونابرت لمصر في القرن التاسع عشر

- لوحة الفنان الايراني حسن روح الامين (دفن علي الاكبر) حيث تكشف اللوحة بحق عن الابداع في استخدام تقنيات الفن الاوروبي الكلاسيكي في رسم وجوه الاشخاص..

-لوحة الفنان الايراني محمود فرشجيان (عصر عاشوراء) وهي ارفع لوحة رمزية باسلوب الفن الحديث جسدت حزن النساء العميق بعد عودة فرس الامام الحسين خاليا من ذلك الامام والقائد المعين وكيف يطأطا الفرس رأسه حزنا وتفاعلا مع السيدة زينب ، وهناك سرج مقطوع مطروح ارضا وعليه حمامات بيضاء ترمز الى شرف الشهادة..

عن الكاتب "فلان"

وصف موجز عن الكاتب هنا، كما يمكنكم متابعتي عبر المواقع الإجتماعية أدناه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Translate

إبدء الكتابة للبحث ثم أنقر enter